كلمة رئيس مجلس الادارة

أ.د. عبدالسلام بن إبراهيم الحصين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن قيمة الإنسان الحقيقية تنشأ من قدرته على توظيف القدرات الهائلة التي خلقها الله فيه، وخلقها في هذا الكون، بحيث يستعمل قدراته الذاتية في الاستفادة من مكونات هذا الكون وتوظيفها لخدمة الإنسان ونفعه، وأعلى درجات هذا التوظيف هو أن يصل الإنسان إلى معرفة ربه بآياته التي بثها في الكون، وفي الأنفس، وعن طريق آياته المتلوة التي أنزلها على رسله، وإذا كان الطب هو أعلى درجات العلوم التي تحافظ على بدن الإنسان، وتساعد على وقايته من الأمراض التي تفسد عليه حياته، وعلاجه من الأمراض التي تضعف قوته؛ فإن الفقه هو أعلا العلوم التي تحافظ على قلب الإنسان، وتحفظه من الانحراف والانجراف، ومن الضلالة والغواية، وترشده إلى استعمال جوارحه فيما ينفعه؛ فإذا اجتمع الفقه والطب اكتمل للإنسان سلامة بدنه وقلبه، واستطاع أن ينعم في الدنيا ويفوز في الآخرة. ومن هنا وجدت الحاجة إلى إنشاء هذه الجمعية التي تعنى بالفقه الطبي؛ بحيث يتعاضد الشرع والطب في المحافظة على كرامة الإنسان، وسلامة صحته ودينه، والوصول به إلى المنزلة الحقيقية التي أراد الله له أن يصلها. وقد نشأت هذه الجمعية المباركة سنة 1431، بمبادرة كريمة من كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بإشراف ومتابعة مباشرة من سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الغفار آل عبدالرحمن، حيث كان رئيس مجلس الإدارة في دروته الأولى، والثانية، والثالثة، مع مجموعة من الفقهاء والأطباء، وهذه هي الدورة الرابعة للمجلس، نسأل الله أن يعيننا فيها على مواصلة هذه الجهود، وبذل المزيد لتحقيق أهداف الجمعية. وقد كانت الجمعية لها صفحتها الخاصة على موقع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على الشبكة العنكبوتية، ثم اقتضت المصلحة أن يكون للجمعية موقعها الخاص، بحيث تكون فيه من الإمكانات ما يعين على تنفيذها لأهدافها التي رسمتها لنفسها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته